لعنة الوعي

<p class=ql-align-right>في عالم تتهاوى فيه بناءات الحضارة المادية على أعتاب النبل والأخلاق ، تنطلق لعنة الوعي كصرخة مدوية ضد ركام الصمت والقيود. إنها ليست مجرد حكاية، بل سردية الخلاص التي يضطر إليها الكاتب ليفتح سبيلًا للأفكار الحرة في بيئة تخنق الخيال وتغتال شرارته. يكتب حمودي بيباه هذه السطور والعالم يعيش لحظات مؤلمة، حيث يصبح فيها كل إنسان <strong>ذئباً لأخيه الإنسان</strong></p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>الرواية تقدم لنا شخصية أمسناو، أستاذ العلوم السياسية الذي يجد نفسه هدفاً سهلاً لـوشاية مجانية من طلابه، في لحظات من التلذذ غير المتناهي بتعذيب الآخر. كان ذنبه الوحيد هو محتوى محاضراته في الجامعة. تُساق به الخطوات مثقلةً إلى قاعة المحكمة بتهمة التحريض على النظام السياسي ، ليكتشف أن القاضي الذي سيحكم عليه كان أحد طلابه الذين أحسن إليهم. هنا يتجسد الصراع المأساوي بين ألم الذكريات وبؤس الواقع ، وتنكشف حقيقة الدولة العميقة التي تؤمن بالرأي الواحد وتسخر الإعلام لـقلب الحقائق وتحويل جهنم إلى جنة خلد.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>لعنة الوعي هي رحلة في دهاليز الخوف والعزلة، حيث تتلاشى الصداقات ويصبح مصير الأحرار مجهولاً لرفضهم تجميل صورة النظام. إنها دعوة للتساؤل عن سر الصمت ، وعن معنى الكرامة في زمن التطبيع. إنها إهداء إلى أحرار هذا العالم، وفي مقدمتهم أهل غزة ، تسعى للبحث عن زير سالم جديد يدافع عن أخيه دون ملل. يتبنى الكاتب رؤية عبد الوهاب المسيري بأن الإبداع لا ينبت إلا من الهوية الخاصة، لا من تقليد الآخرين، وينطلق بسرديته غير أبهة بالاتجاهات ولا التوقعات ولا القراء ، لتكون <strong>سلاح مقاومة منهارة على أعتاب الهزيمة</strong></p>