<p class=ql-align-right>في ليلة صقيع قارسة، حيث يتساقط ثلج ديسمبر 2022 على أزقة دمشق الصامتة، ينطلق صوت خطوات ثقيلة لراوٍ يحمل على كتفيه عبء الشقاء والوحدة. إنها ليست مجرد قصة عن البرد والجوع والظلام الذي يخيم بسبب انقطاع الكهرباء المستمر. بل هي رحلة روح تبحث عن الدفء في زمن تجمّدت فيه المشاعر، وتآكلت فيه الروابط الأسرية</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تعود أحداث الرواية إلى منزل صغير على جبل قاسيون ، حيث يعيش الراوي مع جده عثمان جمال الدين، ذلك الرجل الطيب المؤمن الذي كان له نعم الأب والأخ والصديق. يتنقل بنا عبدالله الحسين بين جدران الغرف الضيقة والحديث الساخر بين حفيد وجد يحاولان تخدير آلامهما بالمزاح في وجه الحياة الكئيبة. لكن هذا السلام الهش يُكسر بطرق مفاجئ على الباب.عندما يظهر أمجد درويش، الأخ غير الشقيق، بشخصيته الواثقة المستفزة والأنانية ، تتصاعد حدة التوتر ليصبح اللقاء مواجهة بين فلسفتين للحياة: الأنانية المادية التي لا تعبأ بغير الذات، والإيثار الروحي الذي يهرول لإطفاء حريق العالم. تدعو الأم، منيرة إبراهيم، التي لم تكن في حياة ابنها إلا غريبة تزورها مرتين في السنة ، إلى لقاء لا يقبل التأجيل. وهنا، يجد الراوي نفسه بين نار تجاهل دعوة أم تركته طفلًا ، وبين صوت الجد الحكيم الذي يحثه على الذهاب. إنها لحظة قرار تكشف عن جرح قديم لم يلتئم، وحنين إلى حضن جدته الراحلة أمينة، التي كانت تمثل الأمان والحب</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right><strong>الغرباء:</strong> ليست مجرد رواية ، بل هي مرآة تعكس معاناة جيل كامل في سوريا، رواية تتحدث عن البحث عن الانتماء في عالم من الأشباح ، وعن القوة التي تولد من رحم الشقاء، وعن معنى أن تكون غريبًا حتى بين أهلك</p>
Piracy-free
Assured Quality
Secure Transactions
Delivery Options
Please enter pincode to check delivery time.
*COD & Shipping Charges may apply on certain items.