علم اجتماع التدرج الاجتماعي

<p>يُعد كتاب علم اجتماع التدرج الاجتماعي من المؤلفات الأساسية في علم الاجتماع، حيث يُسلّط الضوء على واحدة من أكثر الظواهر تعقيدًا وارتباطًا بالحياة اليومية للمجتمعات، وهي ظاهرة التدرج أو التراتب الاجتماعي. يتناول الكتاب المفاهيم الأساسية المرتبطة بهذا الحقل، ويحلل كيف يتشكل البناء الاجتماعي من طبقات وفئات اجتماعية متفاوتة من حيث القوة، الثروة، المكانة، والفرص.</p><p></p><p>يبدأ المؤلف بتقديم مفهوم التدرج الاجتماعي، مبينًا الفرق بينه وبين مفاهيم أخرى قريبة مثل الطبقية، والحراك الاجتماعي، وعدم المساواة. ويُشير إلى أن التدرج هو ظاهرة عالمية توجد في كل المجتمعات، لكنها تختلف في طبيعتها وأسبابها وشكلها بين الثقافات والنظم الاجتماعية.</p><p></p><p>ينتقل الكتاب إلى عرض النظريات الاجتماعية الكبرى التي فسّرت التدرج، مثل النظرية الماركسية التي ربطته بملكية وسائل الإنتاج، والنظرية الوظيفية التي ترى فيه ضرورة لتحقيق التكامل الاجتماعي وتقسيم العمل، وكذلك النظرية التبادلية والرمزية التي تنظر إلى التدرج من زاوية التفاعل اليومي والمكانة المكتسبة.</p><p></p><p>كما يعالج الكتاب آليات تكوين الطبقات الاجتماعية، مثل التعليم، المهنة، الدخل، الثروة، والمكانة الاجتماعية، ويُوضح كيف تتفاعل هذه العوامل لتحدد موقع الفرد داخل البناء الاجتماعي. ويركز على دور المؤسسات الاجتماعية (الأسرة، المدرسة، سوق العمل، الإعلام) في إعادة إنتاج التدرج الاجتماعي عبر الأجيال.</p><p></p><p>يتناول المؤلف أيضًا ظاهرة الحراك الاجتماعي، موضحًا الفرق بين الحراك الصاعد والهابط، والحراك الأفقي والعمودي، ويستعرض العوامل التي تعزز أو تعيق حركة الأفراد بين الطبقات، مثل السياسات العامة، والفرص التعليمية، والتنشئة الاجتماعية. ويُبرز في هذا السياق أهمية العدالة الاجتماعية في تمكين الأفراد من تحسين أوضاعهم.</p><p></p><p>من المواضيع المهمة التي يعالجها الكتاب هي العلاقة بين التدرج الاجتماعي ومظاهر اللامساواة، حيث يربط بين الموقع الطبقي للفرد ومستوى معيشته، فرصه في التعليم، الرعاية الصحية، والتمثيل السياسي. كما يناقش التفاوت بين الجنسين، والفئات المهمشة، والتهميش الثقافي، باعتبارها مظاهر مرافقة لبنية التدرج.</p><p></p><p>ويعرض الكتاب تطبيقات ميدانية من مجتمعات مختلفة، مع تركيز خاص على العالم العربي، ويُظهر كيف تتداخل البنية التقليدية (مثل النسب والقبيلة والمذهب) مع العوامل الحديثة (كالتحصيل العلمي والدخل) لتشكيل صورة معقدة للتدرج الاجتماعي في هذه المجتمعات.</p><p></p>