مدخل للإتصال والعلاقات في مجتمعنا الجزائري

حرصا منا كباحثين في مجال الأنثروبولوجيا وعلم النفس، وغيرة على مجتمع جزائري أصيل يمتد لألاف السنين، تشكلت في مراحل تكوينه السوسيوثقافية، أنماط اتصال متعددة تجعل منه متميزا عن عديد المجتمعات المختلفة، على غرار قيم التويزة والوزيعة وآفراك، والتي امتد شعاعها بعد حضور الإسلام كدين يميز المجتمع الجزائري خاصة والمجتمعات المغاربية عامة، توطدت من خلاله علاقات الإتصال بين مكونات المجتمع المتمايزة، وارتقت من مجرد علاقات اجتماعية (جماعات اتصال بدائية)، إلى علاقات روحية تقدر الإنسان ككيان، يتجاوز قيم المادة والبراغماتية والأنانية، إلى أسمى علاقات التقدير والإحترام.جاءت دراستنا دراسة مختصرة، حاولنا من خلالها التطرق للعلاقات الإتصالية بين أنساق المجتمع الجزائري المتعددة، بتجاوز (مثالية التصور)، إلى واقع الممارسة، حتى تكون الدراسة ذات طابع أكاديمي علمي، ككل الدراسات الصادقة، والتي تعنى بالظواهر الإجتماعية المختلفة، وبنهج علمي متعارف عليه، ربما يكون حالفنا الحظ للتوصل إلى نتائج، قد يستفيد منها القارئ، ويرتكز عليها الباحث في المجال للتأسيس لدراسات مستقبلية أعمق وأشمل.