فكرة الفيلسوف/ الملك يختفي حبّ السلطة، حبّا يظهر أنّ التعلّم لا يتجاوز عالمه المحدود، بما يحوّله إلى بنية محدودة الرؤية وضيّقة البعد. بذلك، يتراءى لنا مفهوم التربية منذ الاصطلاح في عريه الدائم، فمن الغريب أن نتحدّث عن التربية والحال أنّ العقل بنية فارغة ولا يستقي معناه إلاّ من ما يزوّده الأخر. فمن الهام أن نلاحظ أنّ فعل التعلّم لا يشير إلى شيء وإنّما يشار في القول برجل متعلّم إلى أنّه من حذق الفهم وثقف أمرا، ليصير حاذقا وفطنا. وبالاعتماد على هذه المادّة وغيرها، يمكن أن نستنتج أنّ التعلّم يحوم في جوهره حول الحذق والخفّة والفطنة الذي لا يتمّ إلاّ بعد مصادقة ولقاء. وإذا تمّ اللقاء كان التعلّم سيطرة وإخضاعا وتوجيها نحو القبلة الواحدة ونكرانا لتعدّد الوجهات. ومن معاني التعلّم المختلف، ندرك أيضا سرّ اختيار لفظ متعلّم، فهو لا يعدو أن يكون اسم مفعول، اسما اختير ليقع عليه فعل التقويم والتعليم. وكما نشأ، فإنّه سيحرص على تقويم وتنشئة غيره، جاعلا من كلّ متعلّم فردا مستويا في خدمة غيره. فهل يوجد بعد هذا حينئذ، تعلّما أم أنّ دوره يقتصر على حلم متوهّم؟
Piracy-free
Assured Quality
Secure Transactions
*COD & Shipping Charges may apply on certain items.