بيلا

<p class=ql-align-right>في عالمٍ يبدو وكأنَّه أُقيم على قاعدة <strong>ولقد خلقنا الإنسانَ في كَبَدٍ </strong>، تأتي<strong> بيلا</strong> لتكون أكثر من مجرد قصة. إنها شهادة صادقة ومؤلمة تُروى على لسان من عاشوا الشقاء طبقة بعد طبقة. الرواية ليست هروبًا من الواقع، بل غوص عميق ومجرّد فيه. تبدأ الحكاية بـ مريم، الفتاة السورية التي لم تبلغ الثانية عشرة ، وقد ألقت بها أقدار الحرب خارج وطنها، من جحيم القذائف والرصاص إلى جحيم جديد لم تختره. رحلةُ لجوءٍ قاسية بين الخيام ومراكز الإيواء التي تشبه السجون ، كل محطة منها تنتزع من مريم -التي عُرِفت لاحقًا بـ <strong>بيلا</strong> - جزءًا من روحها وطفولتها.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في زحام التعاسة، يلتقي شقاؤها بشقاء عمار ، الشاب الصعيدي المثقل بالخذلان واليأس، الذي يرى في ملامح بيلا الحزينة انعكاسًا لوجعه العميق. لكن هذا اللقاء ليس بداية للسعادة المعهودة في القصص ؛ بل هو التقاء جثتين تمشيان على الأرض ، تحذر إحداهما الأخرى من الجحيم الذي لاقته، جحيم الاستغلال، وفقدان الأمان، والاضطرابات النفسية التي جعلتها لا تميز بين الحب والأذى.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>إنها رواية لا تكتفي بذكر الأحداث، بل تسرد تآكل الروح. تُظهر كيف يمكن أن يكون أقرب الناس مصدرًا للخذلان، وكيف يتسلل وحش التحرش (الذي تجسَّد في شخصية نائل) إلى أكثر الأماكن أمانًا المفترَضة. بيلا هي قصة صراع للبقاء ، لا للنجاة ، تنتهي بمحاولة يائسة للهروب من هذا الكبد الإنساني ، وتكشف أن الحب، حتى أنقى أشكاله، قد لا يكون كافيًا لإنقاذ من قرروا الغياب. هذه الرواية هي صرخة مكتومة لمن شعروا بأنهم وحيدون وخائفون ، تدعوهم للاقتراب من حقيقة أن البقاء إلا شقاء مؤجل</p>