استيقاظ

<p class=ql-align-right>هل شعرت يوماً أن الأرض تضيق عليك، ليس لشيء، بل لأن القلب في الداخل يضيق؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تأخذنا رواية استيقاظ في رحلة مع نائل، الصحفي الهادئ الذي أتقن فن المشي وحوار الذات، والذي يجد في وحشة الغربة مساحة شاسعة لأسئلة الوجود الكبرى. إنه يمارس حياته كحركة دائرية بين العمل والعودة إلى البيت، معتقداً أنه يملك زمام أمره، لكن قلبه، ذلك الكيان الهش، سرعان ما يفضحه أمام نفسه: يا الله، إنّ الإِنسان في حقيقته ضعيف، قليل الحيلة.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>على مقهى صغير تداعبه قطرات المطر، تبدأ خيوط القصة بالتشابك، حين يلتقي نائل بـ رامي، الرجل الغارق في عالمه الرقمي، وتتعمق صداقتهما التي تُنسجه الأقدار ببساطة مدهشة، ليصبح رامي وهادي (الصديق الغائب/الحاضر) هم المحور الذي يكشف لنا عن هشاشة الروح وقوتها في آن.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في هذا العمل، ليست الغربة مجرد بعد جغرافي، بل هي حالة روحية قصوى تدفعنا للجوء إلى الله أكثر من أي وقت، بحثاً عن مواساة لا تشبه أي مواساة بشرية. وبين فصول الحكاية، ينسل تيار خفي من الأوجاع العميقة التي تعود إلى جذور الوطن البعيد، الوطن الذي يظل قلباً ينبض حتى وإن هُجِّر منه أهله. إنها قصة تتجاوز الحدود الشخصية لتمتزج بصرخات جماعية، صرخات الأنقاض وتنهيدات من حملوا عبء القضية على عاتقهم، ليتحول الضيق الشخصي إلى يقظة وطنية كبرى.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>استيقاظ دعوة للبحث عن جوهر ما فقدناه، وعن الحقيقة التي سقطت على القلب مثل صخرة سقطت من أعلى الجبل، هي لحظة البوح التي تكسر الصمت الطويل. إنها ليست رواية تقرأها، بل هي نداء يتسلل إلى أعماقك ليزرع فيك بذرة الاستيقاظ تجاه مشاعرك، أحلامك، ووطنك.</p>