أريكا

<p class=ql-align-right>في ركنٍ منسيّ من الوجود، تقع مملكة أريكا، تلك الأرض التي لا تُقاس فيها قيمة المرء بما يملكه في خزائنه، بل بما يتركه في قلوب الآخرين. في أريكا، الظل ليس مجرد انعكاسٍ جسدي باهت، بل هو سجلٌ حيّ لنقاء الروح وصدق الأثر؛ فكلما زاد نبل الإنسان، امتد ظله ليغطي مساحاتٍ من النور، وكلما ذبلت روحه، تقلص ظله حتى يكاد يتلاشى.</p><p class=ql-align-right>وسط هذا العالم الغريب، يولد سيارك.. الطفل الذي أربك القوابل حين خرج إلى الدنيا بلا ظل! كبر سيارك منبوذًا في حي أوفار، يسير في العتمة هربًا من نظرات الاحتقار، لكنه في المقابل حظي بهبةٍ لم يمتلكها أحدٌ غيره: لقد كان يرى ظلال الآخرين على حقيقتها، يرى زيف الأقنعة، ويلمح الوجع المختبئ خلف الابتسامات، ويبصر العيون الزجاجية التي فقدت أثرها وصارت تتاجر بظلالٍ زائفة في أسواق الوهم.</p><p class=ql-align-right>تنطلق حكاية سيارك في رحلةٍ تتأرجح بين المنفى والبحث عن الذات، يقابل فيها ليثانة في مدبغة الأثر، ويواجه سر البرج الأعلى الذي لا يُفتح إلا مرة كل عقد. هي قصة عن الذين مروا في الحياة بهدوء وتركوا خلفهم ضياءً لا ينطفئ، وعن أولئك الذين فقدوا أنفسهم في زحام المظاهر. أريكا ليست مجرد رواية خيالية، بل هي مرآةٌ تسألك بعمق: ماذا لو رآك العالم بظلك الحقيقي اليوم؟ وما هو الأثر الذي سيتبقى منك حين تمضي؟. إنها دعوة لتكتشف كيف يصبح الإنسان نورًا حين يختار أن يضيء لغيره، حتى لو لم يمتلك في هذه الدنيا سوى قلبه.</p>