درب من نور

<p class=ql-align-right><strong>خلف حجب الزمان، ثمة دروب لم يطمسها الغبار، وأنوار لم تطفئها عواصف النسيان.</strong></p><p class=ql-align-right>في كتاب <strong>درب من نور</strong>، تأخذنا الكاتبة <strong>أمنية محمود</strong> في رحلة وجدانية عميقة، ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي استحضار حي لروحين عظيمتين شكلتا وجدان الأمة: السيدة خديجة بنت خويلد والسيدة عائشة رضي الله عنهما. بأسلوب أدبي ينساب كالنهر، تفتح الكاتبة نوافذ مغلقة على تفاصيل إنسانية مذهلة؛ فنتلمس في ثنايا الصفحات ثبات خديجة الذي كان جبلاً شامخاً في وجه الإنكار، ونستنشق عبير وعي عائشة الذي كان بحراً من العلم والحكمة.</p><p class=ql-align-right>هذا الكتاب ليس موجهاً لمن يبحث عن تواريخ جافة، بل هو نداء لكل روح تتوق للإلهام في زمن التيه. يتدرج العمل بين غموض الرؤى الصادقة في مكة، وبين إشراق اليقين الذي ملأ بيوت النبوة، ليقدم للمرأة العصرية دليلاً عملياً يُثبت أن الأنوثة الحقيقية تزهر حين تتجذر في الإيمان. إنها دعوة لتجاوز ثقل الدنيا والبحث عن ذاك النور الذي لا يخبو، ومرافقة الطاهرات في رحلة تعيد بناء الذات على أسس من الوفاء، الصدق، والشجاعة. درب من نور هو رفيق الدرب الذي يهمس في أذنك: مهما كانت العتمة، ثمة دائماً مخرج من نور لمن عرفت أين تضع خطوتها الأولى.</p>