وَإِلَى رَبِّكَ فَارۡغَب

<p class=ql-align-right><strong>وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ: بوصلة القلب التائه في مهبّ الريح</strong></p><p class=ql-align-right>هل شعرت يومًا بأنك تجري في حلقة مفرغة؟ كأنك تملك كل شيء وتفقد جوهر كل شيء؟ في زحمة حياة لا تتوقف، حيث يتحوّل الهدوء إلى ضجيج، والتركيز إلى شتات، يغدُو قلب الإنسان كريشة في مهبِّ ريحٍ عاتية، تتقاذفها أهواء اللحظة وتُقيّدها أصفاد الغفلة.</p><p class=ql-align-right>هذه ليست مجرد صفحات، بل هي وقفة جريئة وصادقة مع النفس في منتصف الطريق. إنه سؤال وجودي مُلحّ: ما هي الغاية من هذا السعي المحموم؟ أين يكمن الهدوء الحقيقي وسط كل هذا الضنك؟ نحن نعيش في عصر يتقن فنون الإلهاء، يَنصبُ فخَّ العاجلة في كل زاوية، يُجمِّل لنا الحياة الضَّنكة في هيئة إنجازات زائفة، ويُحوّل نعمة الفراغ إلى آفة تأكل الروح من الداخل. كثيرون منا يتأجلون العودة إلى المصدر الأبدي للقوة والسلام، يغرقون في التَّسويف في التَّوبة، حتى تكاد الروح أن تذبل.</p><p class=ql-align-right>لكنَّ هذا الكتاب لا يكتفي برسم صورة اليأس أو فضح الغفلة؛ بل هو يدٌ حانية تمتد لانتشالك، وبوصلة تُشير إلى ملاذ آمن. إنه دعوة صريحة وشجاعة لمُغادرة كل ما يُثقل الخطو، وللإبحار في الهجرة إلى الله بجوارح صادقة. ستكتشف هنا كيف تتحوّل النِّعم المُتنكِّرة إلى منارات، وكيف يكون القرب من الخالق هو التِّجارة الغانمة التي لا تعرف الخسارة. ستتعلم كيف تُقيم حُسن التَّرابُط الذي يجعلك في مأمن من غوائل الفتن، وكيف تُوطِّن النفس على مقاومة الزَّيغ.</p><p class=ql-align-right>إنها تذكرة إنسانية بامتياز؛ تُعيد صياغة الإعدادات الرُّوحية التي أفسدتها الحياة. كتاب يُشعل شرارة اليقين، ويُطالبك بـالعضّ على دينك بالنَّواجذ كطريق أوحد للنجاة. افتح هذا الكتاب، وكن مستعدًا للتحوّل. ليس تحوّلاً شكليًا، بل عودة أصيلة ومُلهمة إلى الغاية التي خُلقت من أجلها: <strong>وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ</strong>.</p>