أوصيك ولدي أن تقرأ

<p class=ql-align-right>بين جبال حجة الشاهقة، حيث تعانق الغيوم قمم الصخور الصلدة وتدفن الأحلام أسفل وعورة الطريق، تبدأ حكاية أنس. رجلٌ صاغته الطبيعة من طين الأرض وعرق الكدح، وقيدته الأمية في سجنٍ من التساؤلات الصامتة. في تلك القرية النائية المعزولة عن ضجيج التطور، لم تكن الحياة سوى روتينٍ مكرر بين حرث الأرض ورعي الأغنام، لكن في أعماق أنس كان يشتعل قلقٌ من نوع خاص؛ رغبةٌ جامحة في فك شفرات الحروف التي يراها على رفوف المسجد العتيق.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تتصاعد الدراما حين يقف الطموح في مواجهة الواجب، وحين يرتطم حلم الشاب بجدار المسؤولية الثقيل تجاه عائلة لا تملك سواه. أوصيك ولدي أن تقرأ.. كلماتٌ لم تكن مجرد وصية عابرة نطق بها أبٌ في لحظاته الأخيرة، بل كانت مفتاحاً لرحلة روحية وفكرية قلبت موازين حياة أنس رأساً على عقب. هل كان الأب يقصد قراءة الحروف والكتب فحسب؟ أم أنها دعوة لقراءة الحياة، والمصير، وما وراء الحلم؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تأخذنا الكاتبة عائشة عبد المجيد نعمان في رحلة ملهمة تلامس شغاف القلب، حيث تمتزج مرارة الفقد بأمل التغيير. قصة أوصيك ولدي أن تقرأ ليست مجرد سرد لحياة رجل قروي، بل هي ترنيمة لكل روح تتوق للنور وسط ظلام الجهل، وبحثٌ مضنٍ عن الخلاص من خلال الكلمة. إنها دعوة لاستكشاف كيف يمكن لوصية بسيطة أن تصبح منارةً تقود الإنسان نحو إعادة اكتشاف ذاته وعالمه</p>