لعنة الزهري

<p class=ql-align-right>هل تساءلت يومًا كيف يمكن أن تتحول الولادة إلى لعنة أبدية؟ وكيف يمكن لعلامات مقدسة أن تجلب على صاحبها جحيمًا لا يراه إلا هو؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في رواية <strong>لعنة الزهري</strong> للكاتب سيف أبو غالي، ندخل إلى عالم مظلم، بارد، وتختلط فيه رائحة المطهرات بـ أنين مكتوم، عالم ليس من نسج الخيال تمامًا، بل هو صدى مخيف لأوهام بشرية تحولت إلى قدر محتوم. هذه ليست مجرد قصة أخرى؛ إنها شهادة حية من داخل مستشفى الصحة النفسية، حيث يروي البطل حكايته التي بدأت بطفولة بريئة انتهت بأن أُلقي به في حضن السحرة والمقابر الغارقة في الظلام.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>منذ اللحظة الأولى التي ولد فيها <strong>الزهري</strong> حاملًا تلك العلامات الغامضة، لم يكن سوى مفتاحًا لأبواب لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، أداة ملوثة بدماء الماضي في نظر من استغلوه. يجد القارئ نفسه مُجبرًا على السير خلف البطل في رحلته المرعبة، حيث يتعقب همسات تتردد في رأسه كل ليلة ويستنشق تراب آلاف السنين ليخرج كنوزًا لم ير منها سوى لعنتها.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right><strong>لعنة الزهري:</strong> تُعمّق فكرة أن أكبر الجحيم هو ذاك الذي نحمله بداخلنا، إنه صراع حقيقي بين البراءة المدفونة في تراب المقابر وبين الرغبة الجامحة في الانتقام التي تراكمت لسنوات. إنها ليست دعوة للقراءة فحسب، بل هي دعوة لاكتشاف ذلك الكائن الذي وُجد ليُسخَّر، ثم انتفض ليُطلق لعنته الخاصة على من باعوا طفولته.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>عندما تُغلق الصفحة الأخيرة، لن تعود نظرتك إلى القدر كما كانت؛ ستدرك أن بعض اللعنات لا تلاحق الضحية وحدها، بل تلاحق جلّاديها أيضًا. كن مستعدًا لتجربة أدبية مؤثرة، مكتوبة بحس إنساني وفصاحة آسرة، تترك في روحك أثرًا عميقًا لسؤال: <strong>هل هناك خلاص من قدر كُتب عليك؟</strong></p>