الفكر العربي بين الأصالة والتجديد

<p class=ql-align-right>يستعرض كتاب الفكر العربي بين الأصالة والتجديد للدكتورة نوال عباسي رحلة فكرية عميقة لاستكشاف الأسباب الكامنة وراء تخلف العالم العربي والإسلامي، وكيفية إيجاد حلول للخروج من هذه الأزمة بما يتناسب مع تاريخه وعقيدته. تسلط الدراسة الضوء على مساهمات مفكرين معاصرين مثل محمد عزيز الحبابي وهشام جعيط، وتستعرض الحلول التي قدّماها في هذا الشأن.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>ينطلق الكتاب من إشكالية الأصالة والمعاصرة التي شغلت تفكير العديد من الفلاسفة والمفكرين منذ عصر النهضة. فبين تيار يدعو للعودة إلى التراث والتمسك به، وآخر ينادي بتقليد الغرب جملة وتفصيلًا، يقدم هذا البحث تيارًا ثالثًا يجمع بين الأصالة والتجديد. تتناول الدراسة مشروع الحبابي الفكري الذي ركز على الشخصانية، وحاول إعطاءها صبغة إسلامية لتكون سندًا في مواجهة التيارات التي سلبت الإنسان إنسانيته. وفي المقابل، يستعرض الكتاب مشروع جعيط الفكري الذي تبنى المنهج العلماني، معتقدًا أنه سبيل خلاص العالم العربي من أزمته.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>من خلال المنهج التحليلي النقدي والمنهج المقارن، تبيّن الدكتورة عباسي أوجه التشابه والاختلاف بين فكر هذين المفكرين، وتأثير كل منهما في الفكر العربي المعاصر. لا يكتفي الكتاب بالسرد التاريخي، بل يهدف إلى بناء موقف إيجابي يسمح بتفعيل دور الفكر الفلسفي في عالمنا العربي، والتعامل مع التاريخ الفلسفي بطريقة تحوّل المكتسبات الفكرية إلى أدوات للإجابة على تساؤلات الماضي ومآزق الحاضر. كما يهدف إلى مواجهة المادية المفرطة التي جرّدت الإنسان من قيمته الإنسانية. هذا الكتاب ليس مجرد دراسة أكاديمية، بل هو دعوة للتفكير في حاضرنا ومستقبلنا، وفهم التراث بما يتناسب مع حداثة أصبحت أمرًا مفروضًا لا مفر منه</p>