حضـارة الشيطــان

<p class=ql-align-right>في عالمٍ لم يعد فيه الخير والشر مجرد مفاهيم فلسفية، بل كيانات تتجسد في صراعات لا تتوقف، تأتي حضارة الشيطان كتحفة أدبية تُعيد تعريف معنى الظلام. ينسج الكاتب عز الدين مجدي رشاد عالماً لا تُخاض فيه الحروب بالأسلحة فحسب، بل بالألعاب النفسية التي تُمكنك من امتلاك نفسك وحياة الآخرين. تُقدم الرواية شخصية ديمون المُلقب بـ المسخ ذو الوجه البريء ، وهو بطلٌ لا يُشبه الأبطال التقليديين، حيث يبدأ رحلته في الانتقام، مدركًا أن إن لم تستمتع وأنت تنتقم فأنت لم تنتقم بعد</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تتعمق الرواية في قاع النفس البشرية المريضة، حيث تُصبح الحقيقة أداة تعذيب، وأبشع الجرائم هي تعذيب شخصٍ عن طريق إخباره بالحقيقة الكاملة. تتنقل القصة بسلاسة بين الزمن الماضي والحاضر، لتكشف عن الدوافع الخفية التي حوّلت ديمون إلى آلة للانتقام. إنها ليست مجرد قصة عن الجريمة والانتقام، بل هي رحلة وجودية تسأل عن الحدود بين الشر والحكمة ، وتُظهر أن الأبشع من الأفعال هو ما يصنعه العقل في دهاليزه المظلمة. هذا العمل يكسر حاجز الواقع، ويدعوك لتغوص في عوالمه التي تُبنى على نظريات المؤامرة ، حيث كل ما درستموه في التاريخ ليس موثوقًا.. ابحث خلفهم يا رفيق. إنها روايةٌ عن القرارات التي تُشكل المصائر، وعن ثمن الانتقام الذي قد يكون أحيانًا الحل الأمثل لإخماد الحرائق التي تشتعل بداخلك</p>