<p class=ql-align-right>في مدنٍ تُولد من رحم الصراع، حيث يُفرض القدر لا يُختار، تنسج مجموعة <strong>لا أحد يختار مدينته </strong>حكاياتٍ تتجاوز مجرد سرد الأحداث. إنها رحلةٌ عميقة في دهاليز الروح الإنسانية، التي تتوهج بالصلابة حتى وهي تحت الأنقاض. يأخذنا الكاتب سلمان أسامة أحمد في قصصٍ متفرقة، ولكنها متصلة بخيطٍ من الألم والأمل، تروي لنا عن طفلٍ يحصي الراحلين على أصابع يديه التي لا تكفيه ، وشابٍ يجد نفسه عالقًا تحت ركام بيته المنهار، محاطًا بالظلام والألم ، يصارع اليأس والأمل في آنٍ واحد.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تتعمق القصص في ذاكرة الأوطان التي يحفرها الموت والرحيل، وتُعيد رسم ملامح العائلة التي كانت يومًا تجتمع في ليلة عادية ، قبل أن يتغير كل شيء إلى الأبد. نستمع إلى صوت الأم وهي تحث ابنها على الشرب لتكون عظامه قوية ، ونرى الأب الرسام الذي فقد شغفه وذراعه في حرب سابقة ، والأخوة الذين يحملون أحلامهم في مدينة لا تملك من الأحلام إلا ما تبقى من رائحة الموت.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>هذه القصص ليست مجرد مرثاةٍ للضحايا، بل هي صرخةٌ لكل من يعيش في المدن التي لا يختارها أهلها. إنها شهادةٌ أدبية عن جروح الروح التي لا تلتئم ، عن الذاكرة التي تسترجع الماضي المر، وعن المقاومة التي لا تنتهي حتى في أشد لحظات الضعف والعجز. إنها دعوةٌ للتأمل في معنى الوطن، وفي قيمة الحياة العادية التي نأخذها كأمرٍ مسلم به، والتي قد تُسلب منا في لحظة. الكتاب هو رحلة صادقة ومؤثرة إلى قلب الألم، ولكنه يترك في النهاية نافذة صغيرة مفتوحة على السماء ، تُطل على الأمل الذي لا يفارق الإنسان أبدًا.</p>
Piracy-free
Assured Quality
Secure Transactions
Delivery Options
Please enter pincode to check delivery time.
*COD & Shipping Charges may apply on certain items.