سطرين حب

<p class=ql-align-right>هل تساءلت يومًا عن القوة الحقيقية التي تُبقي الحياة نابضة، لا بعدد سنواتها، بل بفيض المشاعر المتنوعة في مداها؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>سطرين حب ليست مجرد رواية؛ إنها نافذة مفتوحة على خبايا الروح التي ترفض الاستسلام للبعد. تبدأ الرحلة مع موهوب، رجل يقطع المسافات، لكن قلبه يرفرف بسماءٍ لا تغادرها صورة حبيبته لحظة واحدة. إنه لا يرسم لقاءً عابرًا، بل يُجسّد في خياله هيئة كاملة؛ هيئتها التي تهدهد خاطره المتعب، وتتدلل عليه عبر أيام وشهور وسنوات. هذا الشوق المشتعل لا يهدأ، يحلم بضمّ القوام اللين، ويهاب سطوة نهدين شامخين، ويُغمره بسحر العيون المكحلة. إنها لوحة حية، مرسومة بكلمات لامعة كـ حبتي كرز شامي ترتعشان في غواية ، ومصقولة بمشية بالغة السطوة تجعل الأرض تفسح مداها لخطواتها.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>لكن هذه الرحلة الغارقة في الأمنيات والجمال لا تخلو من صدى داخلي عميق. فعلى متن الطائرة، وبينما تستقر ابتسامة عريضة على شفتيه ، تتصادم الأحلام العذبة مع واقعية الحياة. يروي موهوب لواعج قلبه ورغبته في الهدوء والاكتفاء بطفلين، بعيدًا عن منغصات الفوضى والأعباء. وهنا، ينكشف خيط آخر من الرواية: التناقض الإنساني في نظرته للوالدين. فهو يتذكر طفولته، حيث كان يغرق في الخجل و مشاعر الاستياء والرهبة والضيق كلما اختلى أبواه ببعضهما. يتساءل بمرارة: كيف أنكر عليهما بشريتهم؟ وكيف تتجذر في المجتمعات فكرة مثالية تتبلور على مقاس الأمهات ، بينما الأنفاس والخواطر لا تهدأ؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>سطرين حب هي اعتراف صادق بالرغبة والاحتواء، وبحث عن واحة الراحة بين ضجيج العالم وخصوصيات النفس. إنها رواية تختبر حدود الشوق والحميمية، والواقع الذي نصنعه من أحلامنا، والذاكرة التي تلومنا على سذاجتنا أو ظلمنا. إلى أي مدى يمكن للحب أن يظل شعلة لا تنطفئ في مواجهة التوقعات المجتمعية وثقل الذاكرة؟ وهل يكفي سطرين حب لكتابة رواية حياتنا؟</p>