<p class=ql-align-right>في عالم لا يرحم، حيث تتناسخ الخطيئة في أرواح الأبناء وتُورث كالمصير الحتمي، تأتي آثام لتكشف عن الفاتورة الباهظة التي تدفعها عائلة بأكملها ثمنًا لقرار اتخذه الأب في لحظة فارقة. إنها ليست مجرد قصة، بل صرخة مدوّية في وجه الظلم المجتمعي والسياسي، وسؤال قاسٍ عن أي مصير ينتظر من يجرؤ على الحب والبقاء في زمن التضحيات والخسارة</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تبدأ الحكاية بـ فوزي، الذي لم يكن يعلم أن فعله سيتحول إلى وصمة عار لا تمحى، تلاحق عائلته وتجعل منه الإرهابي الحرامي في أعين العامة. ومع سجنه المظلم في إسرائيل، تنطلق آلة التشويه الممنهج التي لا تكتفي بكسر روحه، بل تمتد لتفتك بكل من حوله، لتدخل العائلة في نفق مظلم من الفاجعة المتسلسلة</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>هنا، تتشابك مصائر الأبناء والزوجة. زوجةٌ دفعها الجنون إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية، لم يعد يربطها بالواقع سوى خيط واهٍ من ذكريات أبنائها الضاحكين قبل أن يضيعوا. ابنٌ يواجه مصير السجن بصمت مطبق، وشقيقٌ يرى في الانتحار مخرجًا من عبء اسم العائلة الثقيل، وأختٌ تفقد أغلى ما تملك فتختار الموت على الحياة. كل واحد منهم ضاع بطريقة مختلفة، لكن القاسم المشترك بينهم هو آثام لم يرتكبوها بأنفسهم، بل ورثوها عن من أحبوا، لتصبح هذه العائلة شاهداً حيّاً على أن أثقل الأوزار هي تلك التي تأتي من أقرب الناس</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>آثام تُغوص عميقًا في العقل الباطن والنفس البشرية، لترصد لحظات الضعف والقوة في آن، وكيف يمكن لحكم مجتمعي جائر أن يدمر بناءً عائليًا بأكمله. إنها مرثيةٌ مكتوبةٌ بدماء، تخترق حاجز الرقابة الذاتية للمجتمع، وتُجبر القارئ على التساؤل: هل يمكن أبدًا أن ينجو الأبرياء من تداعيات خطايا الآباء؟ ينسج الكاتب خيوط هذه الملحمة الإنسانية بأسلوب لاذع وصادق، يجعلك تشعر ببرد العزلة وحرقة الظلم، مؤكدًا أن المصير الأسوأ هو أن تعيش محكومًا بذنب غيرك</p>
Piracy-free
Assured Quality
Secure Transactions
*COD & Shipping Charges may apply on certain items.