دموع الشموع

<p class=ql-align-right><strong>هل تتذكر آخر مرة أوقد فيها الفكر شمعة في روحك، لكن لوعة الحقيقة كانت أشد، فذابت الشمعة دمعاً حاراً؟</strong></p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في زمن تكتظ فيه الحياة بضجيج الزيف وادعاء القوة، يأتي دموع الشموع كمرآة صافية تعكس ازدواجية الوجود البشري، كتاب لا يكتفي بالسؤال، بل يقتحم حصون الإجابات الجاهزة، ويُسائل العالم بأكمله. هذه ليست مجرد مجموعة من المقالات والدراسات والنصوص الشعرية ؛ إنها سجل عميق لرحلة عقلية ووجدانية، خطّها مؤلفها بصدق الناسك وحكمة الفيلسوف، ليقدم الجزء الرابع من أعماله الكاملة كوثيقة إنسانية عابرة للزمن.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>سوف تجد نفسك في صلب حوارات وجودية صادمة، بين الحكمة والسيف حيث ينتصر العقل على الغرور، وبين التابوت والميت حيث تتجلى حقيقة الذات في لحظة الاحتضار. يغوص الكتاب في صراع الأضداد الذي يشكل نسيج حياتنا، كاشفاً عن خيوط الشك واليقين، والعدل والظلم، والقوة والضعف في نفوس الأفراد والمجتمعات. إنه نقد فكري جارح يسلط الضوء على الأوطان التي تحيا على الكذب والتضليل وتُمجّد التافهين بينما يقبع الشرفاء تحت وطأة الفقر والقهر.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>لكن الكتاب، في عمقه الفلسفي، لا ينسى نبض القلب. ففيه يذوب الجانب الفكري في لمسة شخصية مؤثرة، حين يحطّ القلم في محراب الذكريات ، لينشد رثاء الأم الذي يقطع وشائج النسيان، ويستنشق أنفاس الوجود الجميل في زمن الفقد الصعب. هي قصائد ومقالات تتنفس روح الكاتب المتأمل، وتستلهم الحنين إلى القرية الجميلة وأيام الطفولة.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>دموع الشموع هو دعوة لقراءة الروح، لا مجرد قراءة للحروف. إنها صرخة أدبية ترفض التدجين وتوقد مشاعل الفكر في الأجيال ، وتستحضر عظمة أسلافنا ومفكريهم كـ ميخائيل نعيمة في دراسات معمقة. حين تُغلق الصفحة الأخيرة، لن تعود كما كنت؛ ستحمل معك يقينًا جديدًا بأن الثقافة هي غذاء الفكر والروح ، وأن النور الحقيقي لا يولد إلا من تلك الشموع التي ذابت دموعًا من أجل الحقيقة</p>