إنـ..ـعاش منفي

<p class=ql-align-right>تأتي رواية <strong>إنعاش منفي</strong> لتنسج حكاية مؤثرة عن رجل يحمل وطنه في قلبه أينما ذهب. ناصر، طبيب جراح فلسطيني ، ترك مخيم اللجوء خلفه ليعمل في دبي ، لكنه لم يترك ذكريات الطوابير المؤلمة التي تلاحقه. تلك الطوابير لم تكن مجرد صفوف من الناس، بل كانت رمزًا للاستعباد الطوعي، وللكرامة التي تُستلب مقابل لقمة العيش. إنه جدل بين المواطن والمستوطن، بين صاحب الأرض ومغتصبها.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>يبدأ السرد في قاعات انتظار مطار اسطنبول ، حيث يعيش ناصر لحظات من التأمل في حياته، متذكرًا طموحه القديم في دراسة الحقوق للدفاع عن حقوق شعبه قبل أن يقنعه أهله بدراسة الطب. في هذا المطار، تتداخل خطوط حياته مرة أخرى مع قضية وطنه عندما يلتقي بلاجئ فلسطيني آخر يحمل وثيقة سفر لبنانية. وما هي إلا لحظات حتى يتحول المطار إلى مسرح للفوضى إثر هجوم إرهابي. هنا، يعود ناصر إلى غريزته كطبيب، ليقدم المساعدة لامرأة حامل تدعى سارة، مصابة خلال الهجوم، ويجد زوجها ديفيد. تكتشف سارة أن ناصر فلسطيني ، فتظهر علامات القلق عليها ، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى المواقف التي يواجهها.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>الرواية لا تكتفي برصد معاناة المنفى الجسدي، بل تتعمق في المنفى الروحي والنفسي الذي يعيشه الفلسطيني، حتى وهو خارج أرضه. إنها رحلة بحث عن الذات والهوية في زمن تتلاشى فيه الحدود، وتتداخل فيه القصص، لتثبت أن فلسطين ليست مجرد أرض، بل هي فكرة وحب وذكرى لا تموت</p>