جروح لا تلتئم

<p class=ql-align-right>في رواية <strong>جروح لا تلتئم</strong> للكاتبة <strong>عبير سليم</strong>، نتعمق في تفاصيل إنسانية شديدة الخصوصية والألم، حيث تتشابك خيوط القدر لتنسج حكاية عن الفقد والوجع الذي لا يبرأ، والحب الذي ينبض بالحياة رغم كل الصدمات. تبدأ القصة بحياة هادئة وعادية تجمع الأختين سيرين وراسيل، وزوج سيرين موسى. كانت راسيل تستعد لمستقبل مشرق بعد تخرجها من الجامعة، لكن القدر يضع حداً لهذه البداية السعيدة بحادث سيارة مروع يودي بحياة سيرين، ويترك موسى يعاني من إصابة شديدة في عموده الفقري.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تجد راسيل نفسها فجأة أمام مسؤولية لم تكن تتوقعها؛ فبعد أن كانت تحلم ببناء مستقبلها المهني، أصبحت مسؤولة عن رعاية أبناء أختها الراحلة سيلا وسامر، وعن مساعدة موسى في رحلة تعافيه الطويلة من آلامه الجسدية والنفسية. هذا القرب بين موسى وراسيل، الذي بدأ بدافع المساعدة والأمانة، يتطور ليتحول إلى مشاعر حب عميقة، خصوصاً بعد أن قرر موسى أن يغلق شقته التي كان يعيش فيها مع سيرين، خوفًا من أن تثير ذكراها حزن راسيل. هذا الحب يتوج بزواج يجمع بينهما.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>لكن الأحداث لا تتوقف هنا، فسرعان ما تكتشف راسيل أن موسى تزوج بأخرى سراً. تنكسر راسيل تماماً، حيث لم تكن تظن أن موسى الذي أحبته وأخلصت له يمكن أن يخدعها بهذا الشكل. تتعقد المشاعر ويختلط الحب بالخيانة، بينما يحاول موسى بشتى الطرق تبرير فعلته. تتحول حياة الجميع إلى جحيم، وتصبح راسيل غارقة في وجعها الذي لا تعرف كيف تداويه، فجرح القلب أعمق من أي جرح آخر.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>يظل السؤال الأهم: هل يمكن لجروح الماضي أن تلتئم؟ وهل سيتمكن موسى من استعادة ثقة راسيل وحبها؟ وهل يمكن أن يبدأ فصل جديد من حياتهما بعد كل ما مرّا به؟ تجسد الرواية صراع الإنسان مع آلامه، ومعنى التضحية، وتعقيد العلاقات الأسرية، وتؤكد أن بعض الجروح قد تظل آثارها خالدة، حتى لو تمكن الإنسان من المضي قدماً.</p>