مالك وآدم

<p class=ql-align-right>ليست مجرد رواية، بل رحلة وجودية عميقة تغوص في أعماق النفس البشرية وتُسائل جوهر وجودها. في عالم يمتزج فيه الواقع بالرمزية، تدور أحداث<strong> مالك وآدم</strong> حول قصة أمانة ثقيلة عُرضت على الإنسان دون سواه، أمانة حرية الاختيار. من خلال شخصية آدم الذي يجد نفسه في مواجهة اختبار مصيري، يجسد العمل الصراع الأبدي بين الخير والشر، بين الروحانيات والماديات، وبين تذكر الميثاق ووقوع النسيان.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تستعرض الرواية كيف يمكن للإنسان، عندما ينعزل عن خالقه ويقع في غياهب النسيان، أن يصبح أسيرًا لشهواته وضحيةً لنفسه الأمارة بالسوء. إن مالك ليس مجرد شخصية، بل هو رمزٌ للعدل والرحمة، لمنبع الفضل والنعمة، الذي يُنعم على عباده دون مقابل، ولكنه في الوقت ذاته لا يغفل عن حساب أعمالهم. من خلال حوارات فلسفية مشبعة بالرمزية بين آدم ومبعوث مالك جبريل، تبرز الرواية أن كل فعل إنساني له تبعات، وأن الأفعال الخاطئة لا يمكن إلقاء لومها على القدر أو الظروف، بل هي نتاج اختياراتنا الحرة.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>مالك وآدم هي دعوة للتأمل في العلاقة بين العبد وربه، وفي معاني الوفاء والمسؤولية، كما أنها تُقدم نقدًا لاذعًا للقيم السطحية التي تحكم مجتمعاتنا الحديثة، حيث يُعتبر المال هو القيمة الوحيدة، وتُنسى الغايات النبيلة والأهداف السامية. إنها رواية تدفع القارئ للتساؤل: هل نحن نعيش في ظل الأمانة أم في غياهب النسيان؟ وهل ما نحن عليه اليوم هو نتاج حماقتنا أم نتاج قدر محتوم؟</p>