حروب يوغرطة

<p class=ql-align-right><strong>في قلب شمال إفريقيا القديم، حيث تتشابك خيوط التاريخ بالخيانة والفلسفة الدموية، تندلع حروب يوغرطة</strong></p><p class=ql-align-right> ليست هذه مجرد قصة عن قائد أمازيغي، بل هي رحلة ملحمية إلى أعماق الروح البشرية في زمن الاضطراب الأعظم.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>عندما تخور قوى التحالف، ويغدر الأخ بأخيه مقابل عرش زائف تقدمه روما الغازية، يجد يوغرطة نفسه وحيداً في مواجهة جيش إمبراطوري لا يُقهر. لكن يوغرطة ليس كغيره من القادة؛ إنه تجسيد للقوة العارية، وفيلسوف للحرب يرى في الموت صعوداً إلى مستوى الإله، وفي الجبن خيانة لنعمة الحياة. سيفه المبارك ليس أداة للقتل فحسب، بل ميزان يحدد من يستحق أن يتنفس على أرض تحولت إلى جحيم من السيوف ومطر من النبال.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تبدأ الرواية في أعقاب هزيمة قسنطينة الدامية، حيث تتشوه الجثث وتتعالى نعيق الغربان على بساط أحمر من الدماء الطرية. يوغرطة، جزار رهيب لا يغفر لضعيف أو جريح، ينسحب ليس بحثاً عن النجاة، بل عن نقطة انطلاق جديدة لمقاومة شرسة امتدت لسبعين عاماً.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في هروبه، يخوض يوغرطة معركة أخرى لا تقل ضراوة: صراع الفكر. يلتقي في قرية أمازيغية منسية بكاهن يعيش على وهم دينه الوثني المريح وسلامه الزائف. يفتح هذا اللقاء الباب أمام سجال وجودي حاد حول معنى الرجولة، والحرية، وقيمة المجتمع، وعقدة الجنس. هل الحرية تكمن في العزلة والابتعاد عن المشاكل؟ أم هي في<strong> قتل المجتمع</strong> وتحطيم قيوده البالية؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تتجاوز الرواية حدود السرد التاريخي لتغوص في فلسفات <strong>الإنسان الكامل</strong> و<strong>السوبرمان النيتشوي</strong>، مستكشفة التناقضات العميقة في مجتمع يطالب بالشجاعة ويهرب من مسؤولية التغيير. <strong>حروب يوغرطة</strong> ليست فقط حول صراع الجيوش، بل حول صراع الأفكار؛ حيث كل قرار هو طعنة في صدر الخمول، وكل خطوة هي إعلان حرب على الضعف. هل سينجح يوغرطة في إيقاظ أمته وإلزامها بقوانين القوة والمنطق التي آمن بها؟ أم سيقع فريسة لخيانة الأصدقاء وقوة الطاغوت الروماني؟</p>