مخطوطات الياهو

<p class=ql-align-right><strong>مخطوطات الياهو:</strong> ليست مجرد رواية، بل هي رحلة في دهاليز التاريخ الممنوع ومرآة تُجبر القارئ على التحديق في وجوه الحقائق التي طالما حوّلتها الأكاذيب إلى أوهام. في هذا العمل الملحمي، يغوص صالح مهدي عميقاً في الذاكرة المنسية والمزورة لـ<strong>الأرض الموعودة</strong>، محطّماً الأساطير بسردٍ يمزج بين دقة البحث التاريخي وعمق العاطفة الإنسانية.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تبدأ القصة حيث ينتهي التاريخ الرسمي، عندما تتساقط أوراق المخطوطات القديمة التي تحمل بين طياتها أسراراً عمرها قرون. هذه المخطوطات ليست سوى شهادات صامتة تفضح عملية صياغة الهوية القومية الحديثة على رمال متحركة من الادعاءات التاريخية. كيف تحوّل سليل الخزر والصقالبة إلى <strong>صهيوني</strong> ينتمي إلى أرض لم يطأها أسلافه يوماً؟ وكيف أصبح تهجير شعب أصيل من وطنه <strong>حركة تحرر</strong> في نظر العالم؟ الرواية تضع تحت المجهر ظاهرة الأشكناز وفحوصات الحامض النووي التي أصبحت بمثابة الصاعقة التي هدمت صرحاً من الأكاذيب أُقيم على قاعدة اكذب حتى يصدقك الجميع، وهي السياسة التي اتبعها قادة الرأي والدعاية لتثبيت مشروعهم.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>إنها تتبع مصير الوثائق التي تكشف كيف بُنيَ <strong>البناء الرجعي للأمة</strong> بالطوب والتركيبات التي وضعها مؤرخون وسياسيون لخدمة مشروع استعماري لا يختلف عن أي استعمار مضى. على الرغم من قسوة الحقيقة، تظل الرواية وفية لجوهرها الأدبي؛ فهي تقدم شخصيات حية ومعذبة تتصارع مع الإرث الثقيل للماضي. يوسف الحد، بطل الرواية، ليس مجرد شخصية عابرة، بل هو الوعي الذي يحاول أن ينتزع الحقيقة من فم التضليل، وأن ينقذ التاريخ من براثن الدعاية التي أرادت أن تجعل من فلسطين أرضاً <strong>خالية من سكانها</strong></p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right><strong>مخطوطات الياهو:</strong> هي دعوة للتفكير النقدي، لإعادة قراءة المصادر، وتفكيك سرديات القوة. هي شهادة أدبية على أن الأكاذيب مهما طال زمنها، تنتهي بظهور ورقة واحدة لا يمكن حرقها أو إخفاؤها. رواية ضرورية في هذا الزمن، تعيد الاعتبار للضحية، وتكشف بجرأة عن أن جذور الكذب عميقة، لكن جذور الحقيقة أعمق وأكثر رسوخاً. هذه ليست مجرد قراءة، بل مواجهة</p>