النمرود

<p class=ql-align-right><strong>مرحباً بك أيها العبد</strong></p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>إذا كنتَ تقرأ هذه الكلمات، فاعلم أنك تخطو عتبة مملكة لا تُنسى، مملكةٌ وُلدت من رماد العظمة وسُقيت بدماء الجبروت. هذه ليست مجرد رواية ؛ بل هي شهادة مكتوبة بحدّة السيف وعمق المأساة، تُزيح الستار عن سجلات أول جبابرة الأرض ، الملك الذي حكمها بما عليها لأربعة قرون.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تخيل عالماً كانت فيه الأرض مُلكه ، والشعوب مجرد جيش تحت إمرته، والتاج الملكي يُشبه لعنةً مقدسةً لا يجرؤ أحد على لمسها سواه. من هو هذا الفتى الصغير غيسان الذي جلبته أقدار الصيد والمغامرة من بلدة فقيرة إلى قصر الملك كنعان ، ملك أشور الذي لا يتحدث إلا بلهجة الأمر والفتح ؟ وما هي الجملة التي جعلت الملك يُقدم بنفسه لأخذه ؟ وهل كان هذا الصعود الطفولي نحو العرش مجرد مصادفة، أم أنه قدر محتوم ينتظر كلمة السر؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في قلب بلدة شنعار ، وحيث تُبنى البيوت الفخمة من الطوب اللبن ، يتربص طموحٌ لا يعرف الشبع. طموحُ ملكٍ يرى أن بيته كان أكبر مساحة ، وإذا أمكنه غزو الأرض بأكملها لفعل. لكن الغزو ليس سهلاً أبداً، إنه يحتاج إلى جيش عظيم لا يُقهر ، وإلى رجل لا يخشى المعرفة، ولا يسعى لمعرفة النهاية ، لأن النهاية تخصه وحده.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>هذه هي مذكرات النمرود، الذي لم يكن مجرد طاغية، بل كان تجسيداً للفكرة البشرية عن السلطة المطلقة، ورمزاً لأولئك الذين لم يروا في الكون إلهاً أعلى منهم. هي رحلة لاكتشاف كيف يتحول الشجاع الماهر إلى إله على الأرض، وكيف تتغير ملامح التاريخ عندما يرفض إنسان أن يكون عبداً. لا تقرأ لتعرف النهاية، بل اقرأ لتفهم البداية، بداية الجبروت.</p>