دوامة الشر

<p class=ql-align-right>الخيال يولد من ركام الحقيقة، والقصة ليست سوى نافذة صغيرة نطل منها على الظلال التي نخشاها في أعماقنا. ولكن ماذا لو كانت تلك الظلال هي نحن؟ وماذا لو كان الفضول، الذي ولد معنا، هو أول خيط في دوامة الشر التي لا نملك لها قرارًا؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>يوسف لم يكن يريد سوى الإثارة، فذهب يبحث عن قرية يُقال إن أرواحها شريرة تسكنها، ظنًا منه أن العالم المألوف لم يعد كافيًا لشغفه. وآدم المصور لم يطلب سوى لحظات الانحراف ليقتنصها بعدسته، فانتهى به الأمر أسير صرخة صامتة داخل غرفة مظلمة، بين الحياة والموت. ومروان، الذي وجد نفسه مدفوعًا إلى عالمٍ غريب تهاجمه فيه الظلال بضراوة لا تعرف الرحمة، لم يدرك أن الخلاص ليس انتصارًا، بل تضحية شخصية هي ثمن إغلاق البوابة الملعونة.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في هذه المجموعة القصصية، ستجد أن الرحلة إلى المجهول ليست مجرد خطوة في طريق، بل انحدار متدرج إلى نقطة اللاعودة. ستراقب البشر وهم يتجردون من حصونهم، محاولين الهروب من فكرة أنهم ليسوا ضحايا للشر الخارجي، بل هم مصدره الأعمق والأبدي. إنها شهادة إنسانية على هشاشة الروح أمام إغراء الغموض، وسردٌ مكثفٌ يكشف أن كل بطل من هؤلاء كان يبحث عن شيءٍ واحد: أن يكون حيًّا، حتى لو كان ذلك يعني الغرق الأخير في دوامة الشر.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>هذه ليست مجرد قصص تُروى في سهرات باردة؛ هذه صرخات تنبع من قاع التجربة الإنسانية، تخبرنا أن الخلاص لا يأتي من إنكار الظلام، بل من مواجهته والاعتراف بأنه كامنٌ فينا، وأن لكل إنسان وجهه الآخر. فهل تملك الجرأة لفتح الصفحات والتحليق في فضاءات مظلمة، حيث لا يُسمع سوى صدى أنفاسك المتقطعة ، لتكتشف في النهاية أنك لست سوى الفريسة القادمة؟</p>