متدينة من نوع آخر

<p class=ql-align-right>في قلب أوروبا القديمة، حيث تتنفس براغ عطر تاريخها العتيق وتمتد ظلال الكنائس على الأزقة المرصوفة، تعيش ليلا بوغدان. هي ليست مجرد فتاة مسلمة مغتربة، بل هي تجسيدٌ صامتٌ لكنه قويٌ لإيمانٍ يرفض الذوبان. تحمل حجابها ليس كعباءة، بل كشعلة تحدٍ في مجتمع ينظر إليها وإلى أصولها نظرة ارتياب، ويحارب أقليتها بضراوة. تخلت ليلا عن وظيفتها المرموقة لتهب وقتها لتعليم اللغة العربية وأسس التربية الإسلامية بالمجان، مؤمنة بأن غاية الدين هي فنُّ حياة صالح مزدهر.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>لكن الصراع الأكبر لا يكمن في عيون المارّة، بل يبدأ برسالة مجهولة، عبارة مكتوبة بخط يد غريب، تخبر ليلا أن شخصاً ما قد وصل إلى سرّها المدفون عميقاً. فجأة، تتشابك خيوط الواقع مع أضغاث الأحلام، وتظهر أصوات تطاردها، وحوادث تجعلها تتساءل إن كانت المخاطر التي تواجهها حقيقية أم أنها تهاوي روحي بسبب ضغط الغربة والحرب المعلنة على هويتها.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>ولإنقاذ مجتمعها الصغير من حظر وشيك على أبسط حقوقه، تتخذ ليلا قراراً مستحيلاً: التضحية بقلبها والقبول بارتباط استراتيجي مع ابن ملك تشيكي، ليس حباً، بل كوسيلة ضغط للوصول إلى توقيع يرفع الظلم عن المحجبات.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>متدينة من نوع آخر هي رواية تتجاوز مفهوم الإيمان التقليدي لترسم خريطة نفسية عميقة لامرأة تواجه الإسلاموفوبيا بالعزيمة، وتخوض حرباً شخصية وسياسية بلا هوادة. إنها رحلة آسرة في أعماق الذات الإنسانية، حيث يُعاد تعريف الشجاعة على أنها الإبقاء على سلامك الداخلي وسط فوضى العالم. الرواية تترك القارئ معلقاً على حافة اليقين، متسائلاً حتى الصفحة الأخيرة: أيُّ جزءٍ من القصّةِ كانَ حقيقاً، وأيُّهُ خيال؟</p>