كراكيب الحب

<p class=ql-align-right>أصعب آلام الإنسان ليست تلك التي تخترق الجسد، بل تلك التي تتسلل إلى القلب في خفاء، لتجرحه ثم لا ترحل دون أن تترك وراءها فراغًا يحتله شبح الفراق. هذا هو القيد الذي لفّ عنق بركات، الشاب المهاجر الذي حاول جاهداً أن يتخلى عن اسمه القديم وحياته البائسة، ليصبح سليم، ظنًا منه أن الاغتراب سيُمحو لعنة ماضيه ويُغلق صندوق ذكرياته الأشد إيلامًا. لكن الوحدة لم تكن مجرد بُعد عن الأهل، بل كانت فراغ مشاعر، وحرمان حنان، وصقيع أحضان ، سكنت روحه الهاربة.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>اختار برلين موطناً له، لا بحثاً عن ثروة، بل هروباً من دنيا تمردت عليه منذ ميلاده، وتوقاً خفياً للقاء حبيبته الضائعة سلمى التي رحلت مع زوجها إلى هناك. خمس سنوات من الجهد والمثابرة لم تكن كافية لتهدئة العاصفة بداخله. فجأة، يضعه القدر وجهًا لوجه أمام عادل، زوج سلمى، ليعقد معه صفقة عمل مصيرية. لم يكن هذا اللقاء مجرد صدفة عابرة؛ بل كان مفتاحًا لصندوق بركات الأسود الذي حاول مراراً وتكراراً نسيانه، فتنسم الهواء بعطرها، وأصبح بصره متعلقاً برؤية طيفها في كل مكان.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>ماذا يفعل حين يرغمه العمل على مصافحة من استودع حبيبة قلبه عنده؟ وكيف سيتمالك أعصابه وهو يخطط لحفلة عشاء مصطنعة، الهدف الوحيد منها هو رؤية سلمى بجوار زوجها ؟ إنه صراع بين رغبة القلب في الوصال، وضربة الحقيقة القاضية التي يخشى أن يتلقاها.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>في هذا المضمار المُلتهب، تتدخل شخصيات أخرى تحمل قصصها الخاصة من الوجع والبحث عن الهوية، مثل سارة، المرأة التي سُجنت بثروة زوجها القتيل وشرط عدم الزواج الأبدي، ومصطفى/إيمان وقصة فقدان الذاكرة الغامضة. كل بطل هنا ليس سوى كراكيب حب مهملة، تتراكم عليها أتربة الذكريات والأسرار التي لا ترحم.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>كراكيب الحب ليست مجرد رواية عن قصة حب فُقدت، بل هي رحلة عميقة في تضاريس النفس البشرية أمام قسوة الفراق، وغربة الروح التي لا تسكنها الأوطان، بل الأماني المعلقة. اقرأ هذا الكتاب لتعرف كيف تُعيد أغرب صدف الحياة ترتيب الفوضى داخل قلبك، وتُجبرك على مواجهة كل ما حاولت الفرار منه. رواية ستسلب منك روحك، وتتركك تتساءل: هل يمكن للحب الحقيقي أن يموت حقاً تحت وطأة الأيام، أم أنه يظل كامناً ينتظر لحظة العودة؟</p>