كفر ميت وطواط

<p class=ql-align-right>هذه ليست مجرد رواية؛ إنها صرخة صادقة، ومرايا موجعة تعكس تفاصيلنا الأشدّ حميمية وإنسانية. هنا، في<strong> كفر ميت وطواط</strong>، لا تدور الحياة حول الرفاهية، بل حول المعركة اليومية لاستبقاء الروح حيّة، ولإبقاء جدران البيت قائمة في وجه الإفلاس والقنوط.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>تتعرّف فيها على <strong>عائلة نعنوش</strong>، التي لا تملك ترف الأحلام الفردية، فكل حلم فيها ثمنه تضحية مؤلمة، وكل خطوة نحو الخلاص تبدو وكأنها خطوة نحو حافة الهاوية. ستلتقي بـ نعنوش الذي تلاحقه الكوابيس، يرى فيها نفسه ومن معه حميراً تجرّ عربات مثقلة، كرمز لثقل المسؤولية التي لم يعد قادراً على حملها وحده. وبـ خفة التي تتنازل عن حقّها في العلاج لتؤثر أبناءها، وعثمان الذي يئد حلمه بالسفر لدفن ديونه المتراكمة، وعبير التي تحوّلت قصتها إلى مفترق طرق بين قلبها ومصلحة الجميع.</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right><strong>كفر ميت وطواط:</strong> يضعك في قلب المفاضلة القاسية بين الأنا والكل. بين رغبتك العميقة والمشروعة في النجاة الفردية، وواجبك المقدس تجاه من تشاركهم خبز الحياة والسقف. هي رحلة تُرغِمُك على التوقف والتفكير بعمق: ما هي القيمة الحقيقية للراحة الشخصية إذا كان ثمنها تفكك الأسرة وضياع الوطن الصغير الذي يجمعنا؟ وماذا يبقى للإنسان إن لم يجد وطناً يأويه؟</p><p class=ql-align-right></p><p class=ql-align-right>هذا الكتاب ليس لتهدئة الأعصاب، بل لتحريك الوجدان. ستشعر بالخوف الذي يجثم على صدر الأبطال، ومرارة القرارات المتخذة فداءً للكل. وعندما تصل إلى الصفحة الأخيرة، لن تغلق الكتاب كما فتحته. ستجد نفسك وقد تنفست الصعداء ليس لأن الأزمة انتهت، بل لأنك شاهدت بأم عينك كيف يمكن للتنازل عن الأنانية واختيار الإيثار أن يكون هو القوة الخفية التي ترمم كل جرح وتصون كل مأوى. إنه احتفاء أصيل بصمود الروح الريفية، وتذكير بأن أغلى ما نملك ليس ما نبحث عنه في البعيد، بل ما نملكه تحت سقفنا. كتاب صادق، كدموع أبطاله، وأصيل، كأرضه.</p>