الهوية الإسلامية

<p class=ql-align-justify style=direction: rtl><span style=background-color: rgba(255 255 255 1); color: rgba(0 0 0 1)>يتناول هذا الكتاب سؤال الهويَّة الإسلامية التي تمثِّل حقيقة المسلم كما يجب أن تكون، وهي هويَّة إنسانية تتعلَّق بالفطرة الإنسانية التي يُولَد عليها جميع البشر، باعتبارها جملة مِن القِيَم الأخلاقية والمُثُل العليا، وأثرًا مِن صفات الله تعالى، كما أنَّها هويَّة أخلاقية بوصفها تعبيرًا عن القِيَم الأخلاقية الثابتة داخل الإنسان، المطبوعة في الداخل، غير المكتسَبة مِن الخارج.</span></p><p class=ql-align-justify style=direction: rtl><span style=background-color: rgba(255 255 255 1); color: rgba(0 0 0 1)>يعاني إنسان الحداثة مِن أزمة الهويَّة التي تنعكس على عمله الفكري وسلوكه العملي على حدٍّ سواء، وتنعكس أيضًا على وعي الإنسان لذاته ووعيه للغير، وبلا شكٍّ فهذا الوعي يحدِّد علاقته مع نفسه وعلاقته مع أخيه الإنسان والمخلوقات الأخرى.</span></p><p class=ql-align-justify style=direction: rtl><span style=background-color: rgba(255 255 255 1); color: rgba(0 0 0 1)>وقد سعَت النظريات الحداثية إلى ترويج الهويَّات العملية والوطنية والجندرية وغيرها، مِمَّا ساهم في تزييف وعي الإنسان بحقيقته الأصلية.</span></p><p style=direction: rtl class=ql-align-justify><span style=background-color: rgba(255 255 255 1); color: rgba(0 0 0 1)>تأتي الهوية الإسلامية بما تحمله مِن معانٍ وجودية وأخلاقية لتُذكِّر الإنسان بحقيقته الأصلية بوصفه مخلوقًا مؤتمَنًا، لا مالكًا متصرِّفًا بودائع الله، بل متخلِّقًا بالأخلاق التي حثَّ الله الناس على الاتِّصاف بها، وكلَّما اقترب الإنسان منها زاد خلقًا.</span></p>